توتوك .. تطبيق جديد يصنع ضجة كبيرة فى عالم التكنولوجيا ومحاولات امريكية للقضاء على شعبيته .. تعرف على التفاصيل

ما إن يحقق منتج غير أميركي أرقاما إيجابية ويبدأ مرحلة الصعود في العالم الرقمي , الا ويقابل هذا النجاح بعاصفة اتهامات من الولايات المتحدة , ورغم أن الاتهامات ذاتها طالت وثبتت في وقت سابق على شركات أميركية بحسب خبراء.

القصة الأحدث في هذا الامر , ان الاتهامات التي روجها تقرير إخباري أميركي حول التطبيق الجديد " توتوك " للمحادثات ومكالمات الصوت والصورة.

واعتمد هذا التقرير على مصادر كثيرة ومختلفة معظمها مجهولة , وهو الأمر الذي يثير علامات استفهام كثيرة حوله , فيما قامت "غوغل" و"أبل" إلى حذف التطبيق من متجريهما.

أما ما يثير الاستغراب والدهشة فى هذا الامر هو أن البرمجيات التي يتم استخدامها في تطبيق " توتوك " هي برمجيات مطابقة تماما لتلك البرمجيات في المنصات الأخرى المشابهة مثل "واتساب" وغيرها من المنصات , مما يؤكد أن الموضوع لا يتعلق أبدا بحماية المستخدمين وخصوصيتهم.

وتعليقا على هذا الامر , أصدرت الشركة المطورة والمسؤولة عن التطبيق " توتوك " بيانا نفت فيه كل المزاعم , كما اعتبرت إياها مجرد " شائعات خبيثة " تستهدف التطبيق الذي يحقق نجاحا.

وقالت الشركة المطورة إنها وجهت كل جهودها نحو " تطوير تطبيق رائع يلائم رغبات المستخدمين حول العالم الذين باتوا في تزايد مستمرة " , كما اشارت إلى أنها " تجاهلت الجلبة التي يحاول إحداث ناشرو ومروجى المعلومات المضللة من أجل ملايين المستخدمين حول العالم الذين يثقون بالشركة".

وأضافت ايضا أن " إثارة مزاعم التجسس يسعى إلى هدف واحد وهو تشويه سمعة عمل التطبيق ويعرضه للخطر".

وحقق تطبيق " توتوك " نجاحا كبيرا وغير مسبوقا خلال شهرين فقط على إطلاقه على المتاجر الالكترونية , إذ وصل عدد مستخدميه حول العالم إلى 50 مليونا يتوزعون في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط والأميركيتين , كما بات هذا التطبيق من التطبيقات الاجتماعية الأكثر تحميلا على متاجر التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية.

وفي مقابلة مع الخبير في أمن تكنولوجيا المعلومات عمر سامي قال إن " الشركات الأميركية تحتكر نحو 90 بالمئة من تكنولوجيا الإنترنت والهواتف والمعلومات "، , واكد على أنها " مستميتة من أجل المحافظة على هذا الاحتكار".

وأضاف سامي أن " هذا يتيح لها السيطرة الرقمية على العالم , ويتجلى هذا مثلا في هيمنة شركة غوغل على محركات البحث , و شركة " فيسبوك " على شبكات التواصل , وايضا " واتساب " على تطبيقات المراسلات الفورية.

وقال سامي إن " الولايات المتحدة تحارب بكل طاقتها تطور أي برامج رديف حتى لو كانت غربية , ويزداد الأمر شراسة إذا تم تطوير التطبيقات في دولة أخرى ".

ولفت الخبير التقني إلى أن حذف " غوغل " و" أبل " لتطبيق 
" توتوك " ياتى في محاربة الشركات التكنولوجية الأميركية لنظيرتها المنافسة التي " إن لم تتمكن من الاستحواذ عليها تواجهها بأساليب أخرى ".

وفيما يتعلق بمسألة الخصوصية قال سامي إن أصابع الاتهام تشير أولا إلى الشركات الأميركية مثل " غوغل " التي تم تغريهما بعشرات الملايين لانتهاك خصوصية المستخدمين.

كما تعرضت " فيسبوك " , وهي الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم إلى فضحية مدوية عرفت باسم " كامبريدج أناليتيكا " , عندما كشف النقاب مطلع عام 2018 عن تسريب بيانات 87 مليون مستخدم في الموقع الأزرق إلى شركة بريطانية للاستشارات السياسية.

وجاءت هذه الفضيحة بعد سلسلة كبيرة من الفضائح الأخرى بشأن انتشار الأخبار الكاذبة على المنصة الأميركية والتدخل في الانتخابات وانتهاك الخصوصية.

واستشهد سامي بالحرب الأميركية التي سلطت على عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي", والقيود المفروضة عليها , حيث واجه المنع في الولايات المتحدة بذريعة خشية استخدام معداته لغايات تجسس، غير أن الشركة الصينية نفت ذلك، وقالت إن المنع يأتي في إطار الحرب التجارية الصينية الأميركية.

ويؤكد الخبير الامنى أن " شماعة التهديد الأمني وخصوصية البيانات باتت حجة لضرب الشركات الأخرى واحتكار سوق التكنولوجيا العالمية خاصة أنه يتكرر مع كل منافس غير أميركي ويكون مصدر الاتهام الولايات المتحدة.