على خُطى حكيم الجزيرة، باني الوطن وسادن نهضته المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تقريب القلوب بين شعوب الجزيرة، وصهر المسافة بين دول المنطقة المحظوظة بالخيرات، يسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قام بزيارة كبيرة المغزى والنتائج إلى سلطنة عُمان الشقيقة مما سينعكس بالخير والبركة على الشعبين الشقيقين إن شاء الله تعالى.
وتعبيراً عن الحفاوة الصادقة بهذا الحدث الكبير كتب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، قصيدة بديعة بعنوان «وجه المجد» ألقاها بصوته العذب الواثق ونشرها على حسابيه في «تويتر» وإنستغرام»، لكي تكون شاهدة على عظمة هذه اللحظة التاريخية بين الشعبين الشقيقين اللذين يسعيان في سبيل مصلحة البلاد وما يعود بالخير على العباد.
من يبغي يشوف وجه المجد من دون ريب
يدقّق ف وجه ابو خالد لكي ينبهر
بهذا المطلع المهيب الجليل يفتتح سمو الشيخ حمدان بن محمد هذه القصيدة البديعة التي تؤرّخ لواحدة من أروع اللحظات التاريخية في سياق العلاقة بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، حيث تلوح معالم المجد وأمارات الفخر والسرور على وجه قائد الدولة ومُحيّاه الماجد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الذي قام بزيارة دولة رسمية لسلطنة عُمان لقي خلالها من مظاهر الحفاوة والتكريم من لدن أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، ما يليق بعمق العلاقة بين هذين البلدين، وهي علاقة راسخة الجذور، عميقة الحضور في سياسة الدولتين، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حين ذكر أن العلاقة بين البلدين لها طابعها الخاص، وتمتد في نسيج اجتماعي وثقافي واحد، معرباً عن سعادته بزيارة سلطنة عُمان التي تحتل مكانة خاصة في قلوب الإماراتيين، ليعبر جلالة السلطان هيثم بن طارق عن عمق اعتزازه بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين، ولتكون هذه الزيارة فاتحة خير تعود بالنفع وتقوي أواصر التعاون والإخاء بين الإمارات وعُمان.
في الصوره الخالده للخالد اللي تصيب
هقوته ويقدّم الفرحه لشعبه مهر
وهذه المشاعر الصادقة بالفخر بهذه العلاقة تبدو واضحة على مُحيّا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الذي يرسّخ هذه اللحظة الخالدة بهذه الزيارة الكريمة والتي هي مَهْرٌ مستحق تستحقه كلتا الدولتين في سبيل ترسيخ آفاق التعاون وتنمية مسيرة العمل المشترك بين البلدين والشعبين، فالعلاقات الراسخة المتينة لا تقوم على مجرد الأمنيات بل لا بدّ لها من مَهر يتجلى في العزيمة الصادقة على فتح كل آفاق التعاون والمحبة بين البلدين الشقيقين.
كانت في لحظة وداعه عن عُمان الحبيب
بعد زياره صداها في الفضا مشتهر
ولقد تجلّت هذه المشاعر الصادقة في لحظة مغادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لثرى عُمان الحبيبة بعد زيارة دولة ناجحة بكل المقاييس، حيث ظهرت ملامح المحبة والإخاء على الوجوه التي التقت بكل صفاء وإخاء لترسيخ العلاقات التاريخية الحسنة بين الشعبين وتطويرها نحو آفاق جديدة تعود بالخير على البلدين وعلى جميع شعوب المنطقة الراغبة في إشاعة أجواء السكينة والسلام والتعاون الخليجي المشترك، الذي يوحّد الصفوف ويقف سداً منيعاً في وجه جميع المؤامرات التي تُحاك لبلدان هذه المنطقة وشعوبها الأصيلة، فكانت أصداء هذه الزيارة عميقة التأثير في ترسيخ العلاقات وتنمية روح الأخوة بين البلدين الشقيقين.
كأنه يقول للعالَم بعيد وقريب
نحن واهل عُمان حتى لو يطول الدهر
شعبين في شعب واحد والعدو مستريب
محبّةٍ ثابته.. تاريخها مزدهر
ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة التي تلخص جوهر الموقف الناشئ عن هذه الزيارة الكبيرة والتي تريد أن تقول للعالم كله من بعيد وقريب: إن هناك علاقة متينة بين الإمارات وعُمان منذ نشأة الدولة، حيث حرص الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على توحيد الجزيرة كلها، وكان، رحمه الله، من أكبر الساعين في سبيل ظهور مجلس التعاون الخليجي الذي رأى فيه صمام أمان لشعوب هذه المنطقة وصيانة لوحدتها وحماية ثرواتها، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يستلهم تلك الروح العظيمة، ويؤكد بالفعل قبل القول أن الإمارات وعُمان شعبان في شعب واحد، وأن العدو المشترك هو الذي يجب أن نقف في وجهه حفاظاً على وحدة الثرى الخليجي، وأن هذه المحبة وهذه الوحدة ليست محبة طارئة أو هي من مقتضيات المصلحة العابرة بل هي محبة راسخة الجذور عميقة التأثير، ولها تاريخ مزدهر يشهد على صفاء النيات والرغبة الصادقة في أن تكون علاقة البلدين في أروع تجلياتها وصورها من خلال جملة من المشاريع المشتركة والمواقف الموحدة المتساندة في وجه كثير من التحديات التي تعصف بالمنطقة وتستلزم من قادة الدول الخليجية المزيد من التعاون وتوحيد الصف والجهود في سبيل أن تبقى هذه البلاد عزيزة بأبنائها، عصية على أعدائها، مرفوعة الهامة لا تنحني لغير خالقها، فبهذا النمط من العلاقات يكون للخليج شوكته وعمق حضوره وكلمته الموحدة التي تجعل الأعداء يحسبون ألف حساب حين يفكرون مجرد التفكير في الاعتداء على ترابه أو تعكير صفوه أو تعطيل مسيرته.
فخورة بك بلادي يا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وتشعر بالامتنان على هذه الزيارة التاريخية التي صهرت المسافات، وأكدت عمق العلاقات، ورسمت البسمة الصادقة على وجوه الشعب في كلا البلدين الشقيقين، اللذين يستحقان هذا النمط الفريد من التعاون والأخوة الصادقة التي تجعل الجميع يشعر بالطمأنينة، وأن الحِمى مصون، وأن الأخ عضد لأخيه، لتظل الإمارات وسلطنة عُمان أخوين اجتمعا في رحمٍ واحدة، وخرجا إلى الحياة ليكتبا قصة الكفاح والبناء والإعمار بسواعد متعاونة وقلوب متصافية، وسيوف مسلولة تحمي البلاد، وتنشر الأمن والسكينة والسلام بين العباد.
تعليق