مع انطلاق أعمال مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني في دورته الثالثة يوم الأربعاء المقبل، يجتمع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الأمن الإلكتروني لمناقشة قضايا "حوكمة الأمن الإلكتروني"، وهو القطاع الأكثر حساسية؛ في ظل ما تعتمد عليه مؤسسات الدولة العامة والخاصة من برمجيات وأنظمة حاسوبية تتطلب وجود منظومة أمن إلكتروني قوية ومضادة للاختراقات أو البرمجيات الخبيثة.
ويستهدف المؤتمر تطوير وصقل الإمكانيات الوطنية في مجال الأمن الإلكتروني، وتأهيل القوى العاملة المهنية في هذا المجال مع تعزيز الجاهزية والاستجابة للحوادث والهجمات الإلكترونية بشكل علمي في قطاع مؤسسات البنى الأساسية الوطنية والمتمثلة في مؤسسات الخدمات العامة (الكهرباء والمياه والصحة والنقل والاتصالات) ومؤسسات النفط والغاز، إضافة إلى ذلك القطاع المصرفي والقطاع الخدمي.
ومع الاستعدادات المتواصلة لإقامة هذا المؤتمر، ينبغي الحديث أولًا عن مفهوم الأمن الإلكتروني، الذي يشمل العديد من الجوانب وهي أمن التطبيقات والشبكات والمعلومات وأيضا العمليات وبالتالي فهو الوسيلة الأساسية في حماية الأجهزة والخوادم على اختلافها؛ سواء كانت أجهزة محمولة أو حواسيب مكتبية وأنظمة إلكترونية متكاملة، فضلًا عن حماية البيانات والشبكات على اختلافها من الهجمات. وتتعاظم الحاجة يومًا تلو الآخر لهذا الأمن الإلكتروني في ظل خطط الدولة ومؤسساتها العامة والخاصة نحو التحوّل الرقمي، وازدياد أعداد مستخدمي التكنولوجيات الحديثة، والتي تساعد على إنجاز العديد من المهام في مدة زمنية قصيرة وبكفاءة عالية.
على هامش ذلك انطلقت فعاليات مبادرة أسبوع الأمن الإلكتروني في المدارس الحكومية والخاصة بمختلف المديريات التعليمية في محافظات سلطنة عمان تحت شعار" تواصل رقمي لنجاح مجتمعي "، وتنفذها وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة أمن المعلومات الإلكترونية، بمشاركة المديريات التعليمية بالمحافظات، والمديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم وتستمر 5 أيام.
وحول أهمية هذه المبادرة وآلية تنفيذها في مختلف مدارس سلطنة عمان، قال أحمد بن سليمان الغطريفي، المدير المساعد لدائرة أمن المعلومات الإلكترونية بالوزارة: تستهدف هذه المبادرة جميع الطلبة في مختلف المدارس الحكومية والخاصة بالمديريات التعليمية بالمحافظات، ومدارس التربية الخاصة وبرامجها، وأولياء أمورهم والقائمين على تربية النشء، والدارسين في مراكز محو الأمية وتعليم الكبار؛ وذلك بغرس مبادئ وقيم ومفاهيم الأمن الإلكتروني، ورفع مستوى الأمان الإلكتروني لديهم، من خلال توعيتهم بجوانب الاستخدام الآمن والأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي، مع رفع مستوى جاهزيتهم للاستجابة والتعامل مع المخاطر والتهديدات الأمنية الإلكترونية، ورفدهم بأفضل الممارسات الواجب الأخذ بها واتباعها لتحقيق التنشئة الآمنة.
وأضاف الغطريفي: تتضمن المبادرة العديد من الأنشطة والفعاليات في مختلف مدارس سلطنة عمان، تتمثل في تنفيذ ورش توعوية لأولياء الأمور والمهتمين بشؤون الطلبة، وتقديم محاضرات أثناء الطابور الصباحي، كما تتضمن المبادرة استضافة المختصين في مجال الأمن الإلكتروني لتقديم التوجيه والإرشاد في مجال الرقابة الأبوية والتعامل مع جوانب ومخاطر وتهديدات الأمن الإلكتروني، وكيفية الاستجابة لها، وتعزيز المواطنة الرقمية الصالحة مع تأكيد الحفاظ على الهوية الوطنية.
تعليق