الجمعة، 1 ديسمبر 2023

هاجر السعدي

سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر كوب 28 بدبي

هاجر السعدي بتاريخ عدد التعليقات : 0

 

كوب 28 بدبي

سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر كوب 28 بدبي 

شاركت سلطنة عُمان في أعمال النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة الممتدة من 30 نوفمبر2023 وحتى 12 ديسمبر2023 في مدينة إكسبو سيتي دبي؛ بهدف التوصل إلى اتفاق عالمي وإيجاد حلول عملية لتحدي أزمة تغيّر المناخ على المستوى العالمي.


وتشارك سلطنة عُمان بوفد رسمي من جهات حكومية وخاصة يقدّم مجموعة من المبادرات لعدد من المشروعات والمبادرات بشأن تغيّر المناخ ضمن أعمال المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، ضمن أكبر حدث مناخي على مستوى العالم بحضور 180 من رؤساء دول و حكومات حول العالم، و500 ألف مشارك من وزراء وممثلين من المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والشباب للإسهام في إعادة صياغة العمل المناخي العالمي.


وقد أكملت سلطنة عُمان كافة تحضيراتها واستعداداتها للمشاركة في هذا المؤتمر عبر تقديم مجموعة من الجلسات النقاشية يقدمها عدد من المختصين والمهتمين في المجال ذاته، بالتزامن مع القمم المنفذة والموضوعات المحددة خلال فترة انعقاد المؤتمر، بالإضافة إلى جناح سلطنة عُمان الذي يسلّط الضوء على أبرز المشروعات والمبادرات الوطنية المستدامة والتطلعات الهادفة لتقليل الانبعاثات الكربونية والتحول إلى الطاقة النظيفة، ويعكس تكامل الجهود الوطنية بين مختلف الجهات في مجال الاستدامة تحت شعار «عُمان مستقبل مستدام»، والتي تحمل وجهة رائدة وطموحة للمبادرات والمشروعات الخضراء للتحول في الطاقة وتحقيق الاستدامة البيئية، والمشاركة الفاعلة مع دول العالم؛ للتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة وحماية البيئة، وتحقيق الحياد الصفري في عام 2050.


مبادرات للتحول إلى الطاقة النظيفة


وستقدم سلطنة عُمان خلال المؤتمر رؤيتها وجهودها عن التحول في مجال الطاقة النظيفة وتنفيذ المبادرات والمشروعات المستدامة تحقيقًا لرؤية عمان 2040، من خلال مجموعة من المشروعات والمبادرات أبرزها في مجال الطاقة والمعادن، والاستثمارات في الهيدروجين التي تفوق ٣٠ مليار دولار، وفي مجال الطاقة النظيفة ومن بينها «محطة عبري ١ للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء»، و»محطة عبري ٢ للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء»، ومحطة الطاقة الشمسية لتحلية المياه بولاية صور، ومحطة طاقة الرياح لإنتاج الكهرباء بولاية ثمريت، ومشروع مرآة للطاقة الشمسية في منطقة مرمول.


كما تركز سلطنة عُمان خلال مشاركتها على استعراض رؤيتها في مكونات الاستدامة بـ «مدينة السلطان هيثم» عبر استخدام الطاقة الشمسية، وأنظمة إنتاج الطاقة من النفايات، وتطبيق نظام الاستدامة لحماية الموارد الطبيعية، ونظام بناء يتجاوب مع متغيرات المناخ.


أما عن مبادرات مجال النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لخفض الانبعاثات الكربونية، فسوف تقدم سلطنة عُمان خلال مشاركتها في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) تجربتها في المركبات الصديقة للبيئة، ورؤيتها في الشاحنات التي تعمل بالهيدروجين، وآلية تطوير شبكة الشواحن الكهربائية، والموانئ الخضراء، وتستخدم حاليا أكثر من ٤٠٠ مركبة كهربائية في سلطنة عُمان.


6 فرق


وعلّق الدكتور غازي بن علي الرواس عميد البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس رئيس فريق الإشراف للوفد الرسمي العماني: «تعد مشاركة سلطنة عُمان في هذا المؤتمر مشاركة قيمة، وقد باشرت الفرق المشكلة أعمالها كل على حدة وبحسب اختصاص ومسؤوليات كل فريق، والمكونة من 6 فرق من بينها الفريق التفاوضي، والتحول التقني والتكنولوجي والذي بدوره يقوم بزيارة أجنحة الدول المشاركة؛ للاستفادة من تجاربها وخبراتها، وفرق تتعلق بالأداء البيئي، والطاقة، وخلافه».


مشيرًا إلى أن الفرق المشكّلة تبذل قصارى جهدها في أداء المهام والمسؤوليات المنوطة بها، وأكد أن مؤتمر دبي حقق أرقامًا قياسية من حيث عدد المشاركين الذي وصل إلى 86 ألف مشارك من مختلف دول العالم حتى الآن، ومن حيث عدد المبادرات والمشروعات المتعلقة بالاستدامة البيئية، التي بدورها ستكون لها نتائج إيجابية وسعي دولي للتحول إلى الطاقة النظيفة.


الانبعاثات الدفيئة


وعرّج الدكتور غازي الرواس إلى الحديث عن جناح سلطنة عُمان الذي يسعى إلى استعراض جميع الجهود الوطنية من المشروعات والخدمات والمبادرات في مجال الطاقة النظيفة، والاستدامة البيئية الرامية للتخفيف من الانبعاثات الدفيئة، وإمكانية سلطنة عُمان في التكيف مع التغير المناخي، فضلا عن المشروعات الضخمة التي تقوم بها حاليا والتي تصبّ في رؤية عُمان نحو الحياد الصفري في عام 2050، بالإضافة إلى الجهود البحثية والدراسات التي تقدم من خلال الجهات المختصة.


وأكد أن هناك مشروعات ومبادرات ستطلق عبر هذا المؤتمر، موضحًا «أن إفرازات الانبعاثات الكربونية بسلطنة عُمان نسبة ضئيلة جدا، ولا تعتبر تلك الانبعاثات لاعبا أساسيا في الموضوع، بل بالعكس نحن نتأثر باللاعبين الأساسيين في المنطقة، وليس من المؤثرين من تلك الانبعاثات التي ترتفع نسبة الانبعاثات لديهم، وتكون عالية».


تغيير التكنولوجيا


وأكد أن سلطنة عُمان تشارك وتسهم في كل ما من شأنه خفض نسبة الانبعاثات، ولديها الاستعداد التام في تقديم أية مبادرة لخفض الإضرار بأي خطر بيئي، مشيرا إلى أن من بين العوامل التي تؤثر سلبا على أجواء سلطنة عُمان الأنواء المناخية الاستثنائية والفيضانات وفترات الجفاف الطويلة، ولتخفيف الانبعاثات الكربونية الناتجة من الطاقة والمعادن والوقود الأحفوري ، تسعى سلطنة عُمان إلى تغيير التكنولوجيا المستخدمة في هذا القطاع، والتحول إلى الطاقة النظيفة، وإنتاج الكهرباء، وتخفيض نسبة حرق الوقود الأحفوري.


جناح سلطنة عُمان


من جهتها أكدت مريم بنت علي العلوية رئيسة فريق جناح سلطنة عُمان في مؤتمر COP 28 «أن الجناح يستعرض أبرز الجهود الوطنية والمشروعات والمبادرات التي تنفذها في إطار خطة عُمان نحو الحياد الصفري»، وقالت «تتركز أبرز تلك المشروعات والمبادرات في مجالات البيئة والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مشروع الإنذار المبكر الذي تفردّت به سلطنة عُمان عن باقي دول العالم، فضلا عن مشروعات البحث العلمي، وإشراك الشباب العماني في إقامة دورات تدريبية بالمجال ذاته، فضلا عن الجلسات النقاشية والحوارية والعروض التقديمية من قبل عدد من المختصين العمانيين والدوليين».


تداعيات الاحتباس الحراري


وقال إبراهيم بن أحمد العجمي المشرف على الأنواء المناخية في هيئة البيئة: «مشاركة سلطنة عُمان في هذا المؤتمر جاءت لمساندة جهود المجتمع الدولي في مواجهة مخاطر وتداعيات الاحتباس الحراري وتغير المناخ الناتجة عنها والتضامن والتعاون من أجل تحقيق الأهداف العالمية لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ وحماية كوكب الأرض من خلال تقليل وخفض الانبعاثات الكربونية وانبعاثات الاحتباس الحراري وتعزيز سياسات القيمة المحلية المضافة والمشروعات والمبادرات الخاصة بقطاع الطاقة المتجددة النظيفة والمستدامة والهيدروجين الأخضر، وتنسيق مواقف سلطنة عُمان مع دول العالم والمجموعات الإقليمية حول مختلف القضايا والموضوعات المطروحة للنقاش في أعمال هذه القمة العالمية ومؤتمر الأطراف الـ 28، وبخاصة مجموعة دول الخليج العربية والمجموعة العربية والمجموعة النامية.


وتطرق إلى أهمية عرض وإبراز الخطط والجهود والمشروعات والمبادرات التي قامت بها سلطنة عُمان في هذا المجال ومنها خفض انبعاثات الاحتباس الحراري مثل مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة والمستدامة ومشروعات تحسين كفاءة الطاقة ومشروعات الحد من حرق الغاز المصاحب، وتنفيذ مشروعات كبيرة في مجال الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى مجموعة من الاجتماعات مع الشركات المهتمة بهذا الجانب.


ويمثل مؤتمر الأطراف «كوب 28» أهمية خاصة واختتام أول تقييم عالمي للتقدم المحرز لأهداف «اتفاق باريس للمناخ»، الذي يهدف إلى وضع استراتيجيات محددة ومتفق عليها عالميًا بين الدول المشاركة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتقليل ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى ما دون درجة ونصف مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.


كما يسعى المؤتمر بمعية الدول المشاركة إلى اتخاذ خطوات جادة للتخفيف من تغير المناخ من خلال زيادة توليد الطاقة المتجددة، وتعزيز الحلول منخفضة الكربون، وتحويل أنظمة الزراعة، وأهمية التكيف والتمويل ومعالجة الخسائر والأضرار التي تسببها الأحداث المتعلقة بالمناخ.


ويشكل COP28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.


سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر كوب 28 بدبي
تقييمات المشاركة : سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر كوب 28 بدبي 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق