الأربعاء، 19 يونيو 2024

هاجر السعدي

العيد في قرى وادي بني جابر.. بهجة وتكافل وعادات راسخة

هاجر السعدي بتاريخ عدد التعليقات : 0

 

العيد في قرى وادي بني جابر

العيد في قرى وادي بني جابر.. بهجة وتكافل وعادات راسخة


لا تزال القرى تحافظ على خصوصيتها وعاداتها المتوارثة في الأعياد ومنها قرى وادي بني جابر في ولاية صور، حيث تبدأ فرحة أول أيام العيد بتجمع الأهالي في السبلة بعد صلاة الفجر، بتقديم قهوة العيد "الفوالة"من كل بيت ومن ثم تتلوها مراسم العيد الأخرى التي تبرز فيها معاني التواصل والعمل الجماعي، وتستمر هذه الأفراح طوال أيام العيد وتتخللها إقامة الفنون الشعبية المختلفة وهي من الموروثات التقليدية الحاضرة إلى يومنا هذا.


وقال عامر بن سليم الصلتي: يعتبر العيد فرحة المسلم بعد تأديته شعيرة الحج ونحن أهالي قرى وادي بني جابر نستقبل هذه المناسبة بلهفة المشتاق، حيث تكون أول مظاهر العيد معنا التسوق والتجهيز لما نحتاجه من مستلزمات العيد من ملابس وأضاح وغيرها ثم يبدأ أول يوم العيد صباحا بعد صلاة الفجر بما يسمى قهوة العيد، حيث يجتمع الأهالي في المجلس "السبلة " وتقدم القهوة أو (الفواله) من كل بيت، وبعد القهوة مباشرة يذهبون للتجهز لصلاة العيد، حيث يلبسون الجديد ويجتمعون في مكان محدد وبعدها يذهبون مشيا إلى المخرج (مصلى العيد) وهم يهللون ويكبرون حتى وصولهم إلى المصلى



 وبعدها أداء الصلاة وخطبة العيد، يقوم أصحاب البنادق بضرب الشبح (أهداف للرماية) ويصطف الأهالي داخل المصلى بعدها لتبادل التهاني يليها ضرب عشر طلقات في الهواء تسمى التعشير إيذانا بالانتهاء من المخرج والرجوع إلى الحارة، بعد الرجوع من المخرج يجتمع الأهالي في مكان محدد ليبدأ الاحتفال بالعيد بالوهابيات (فن الرزحة القصافي) حتى يصلوا إلى الملعب وتقام فيه بعض من ألوان الرزحة مثل العازي والهايهوس والدواريات (الشلات القصيرة في الرزحة) ويتخلل هذه الأهازيج تجهيز الشواء (تنور العيد) برمي جذوع النخيل داخل الحفرة وبعد الانتهاء يكون الوداع بشلة وداعية ومن ثم يذهب الجميع لذبح الأضاحي.


وفي نفس اليوم مساء يجتمع الأهالي مرة أخرى بشوياتهم وإقامة فن الرزحة (اللال) وانتظارهم حتى يكبي الشواء (يطيح الجمر) حتى حدود العاشرة والحادية عشرة ليلا، ثم يدفن وتشل شلة الوداع وكل يذهب إلى بيته، أما في اليوم الثاني صباحا يكون التجهيز للمضبي وهو شي اللحم على الحصى وهذا يكون حتى الحادية عشرة ظهرا، وبعد الانتهاء منه يجتمعون مرة أخرى لحفر الشواء وذلك بالأهازيج والهايهوس وبعد الانتهاء تكون وجبة الغداء من الشواء والمضبي، وفي نفس اليوم ثاني أيام عيد الأضحى يجتمع الأهالي لحوال العيد في المجلس بتقديم القهوة واللحم وبعد الانتهاء يقام فن الرزحة.


وأشار محمد بن ناصر الدروشي قائلا: إن الله أنعم علينا بأيام العيد التي يفرح فيها المسلمون ويرفعون إليه أكف الدعاء، منيبين إليه فتعم الفرحة الصغير والكبير الغني والفقير معبرين عن فرحتهم وقد لبسوا أجمل الثياب وقد استعدوا لهذا اليوم بشراء الأضاحي والملابس الجميلة وتهيئة أماكن كالمضبي والشواء وتجهيز المأكولات العمانية وعلى رأسها الحلوى العمانية، وبعد أداء صلاة العيد في جماعة يسود الأجواء السلام والوئام بين عائلتهم وأقربائهم وجيرانهم وأهل حارتهم أو قريتهم، فترى مظاهر العيد سمة ترفرف راياتها بينهم يذهبون لذبح أضاحيهم في جماعات كل يساعد الآخر وترتسم على محياهم الابتسامة وروح المحبة، وفي اليوم الثاني يكون المضبي وقد تمت تهيئته كل على حده أو في شراكات يتجمعون لضبي اللحم، وفي ليلة اليوم الحادي عشر يدفنون الشواء.. وتقام التجمعات العائلية، وتقام بعض الأهازيج في بعض القرى والحارات المعبرة عن الابتهاج بالعيد.


وقال يوسف بن يعقوب القلهاتي: تتجلى فرحة استقبال العيد السعيد من خلال الاستعدادات المبكرة بقيام الأسر بالتزود بمستلزمات العيد من خلال شراء الأزياء الخاصة بالرجال والنساء والأطفال وشراء الأضاحي والحلوى العمانية والكماليات الأخرى، ومن المظاهر المتميزة مع حلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تظهر عادات اجتماعية تقليدية ذات طابع قديم وهي (الهبطة) التي تنشط فيها الحركة التجارية وتشهد إقبالا كبيرا من كافة شرائح المجتمع والمقيمين والسياح، ومع بزوغ فجر صباح اليوم العاشر من ذي الحجة تتجلى فرحة استقبال العيد بالاستعداد المبكر لأداء صلاة العيد وألسنتهم تلهج بالتكبير ثم يؤدون صلاة العيد في جماعة والاستماع للخطبة ويعقبها السلام وتبادل التهاني والتبريكات بين الجميع في ساحات المصلى


 ثم يتوجه الجميع إلى نحر الأضاحي وما يميز هذه القرى أنها لا توجد فيها المسالخ أو القصابون، فهنا تظهر اللحمة والتعاون بين الأهالي، فيوزع جزء من لحوم الأضاحي على الفقراء والمساكين لتعم الفرحة الجميع، وتشتهر قرى وادي بني جابر بوجبات متعددة يتم طهيها خلال أيام العيد لتقديمها للضيوف مثل (المصلي والمضبي والشواء والتقلية والعرسية والقبولي)، ومن العادات والموروثات في هذه القرى إقامة التجمعات في المجالس العامة والتي تشتهر سابقا باسم (السبلة) ثم تعقبها زيارات للقرى المجاورة وتتخلل هذه الفترات إقامة الفنون الشعبية المختلفة وهي من الموروثات التقليدية الحاضرة إلى يومنا هذا.


وقال خلفان بن سالم الصلتي: يبدأ الاستعداد للعيد في قرية حلم مبكرا قبل دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، ومن أبرز مظاهر ذلك الاستعداد الاحتطاب للشواء وللمضبي، وتجهيز الأماكن الخاصة لذلك، وشراء الأضاحي، وشراء المستلزمات المختلفة للعيد، كاللباس وما يتضمنه ذلك اللباس والزي من الجمال للاحتفال بالعيد، وفي صباح اليوم العاشر أول أيام عيد الأضحى المبارك يتوجه الأهالي إلى مصلى العيد لتأدية صلاة العيد، والاستماع إلى الخطبة، بعد ذلك تبدأ فرحة الأطفال، حيث يصطفون في مكان واحد بعد المصلى، وقد علت وجوههم البسمة والفرح، ويقوم عدد من شباب القرية بتوزيع العيدية على أولئك الأطفال، بعد ذلك يتوجه الأهالي إلى ذبح الأضاحي وأثناء عودتهم يؤدون الأهازيج وفن الرزحة تعبيرا عن هذه المناسبة



 وفي اليوم الأول يتناول الأهالي وجبة اللحم المصلي (التقلية)، كما يتبادلون تلك الوجبة بين البيوت، وفي اليوم الثاني وقبل أذان الفجر يتم إشعال حطب المضبي ليتناول الأهالي المشاكيك التي جهزت بالبهارات والخلطات المناسبة قبل وضعها في المضبي، وفي مساء ذلك اليوم يجهز الأهالي الخصاف المملوءة باللحم المتبل بأنواع من البهارات والخلطات ليرموها بعد ذلك في الشواء الذي يتجمع حوله الأهالي ويدفن الشواء على أن يفتح في ضحى اليوم التالي، ويتبادل الجيران والأهالي جزءا من ذلك اللحم ليذوق كل منهم طعم شواء الآخر، وفي هذا اليوم وبعد أداء صلاة الظهر يجتمع الأهالي للحوال في مكان يدعى الصبارة، حيث يتبادل الأهالي التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة، ويعقب ذلك اللقاء تقديم القهوة والوجبات المختلفة.


العيد في قرى وادي بني جابر.. بهجة وتكافل وعادات راسخة
تقييمات المشاركة : العيد في قرى وادي بني جابر.. بهجة وتكافل وعادات راسخة 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق