تدرس شركة "فيرتيغلوب" الإماراتية مشاريع جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الزرقاء في أبوظبي لتوسيع طاقتها الإنتاجية خلال الأعوام القادمة.
وفي مقابلة مع "اقتصاد الشرق" قال أحمد الحوشي، الرئيس التنفيذي للشركة، إن هناك دراسات قائمة بين "فيرتيغلوب" و"مصدر" الإماراتية و"Engie" الفرنسية لإنشاء مصنع للهيدروجين الأخضر في أبوظبي ليأتي المشروع ضمن عدة مشاريع تدرس الشركة طرحها ضمن أجندة الشركة خلال قمة المناخ COP28 والتي ستعقد في الإمارات قبل نهاية العام الجاري، ويستهدف مشروع الهيدروجين طاقة إنتاجية بين 100 و200 ميغاواط.
أضاف الحوشي أن هناك دراسات لمشاريع توسعية في مصنع الرويس التابع للشركة في أبو ظبي لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الزرقاء لزيادة القدرة الإنتاجية الحالية خلال الأعوام الثلاثة القادمة بشراكة مع شركات من كوريا الجنوبية واليابان.
كذلك وقعت الشركة مؤخراً عقد المقاولات الشامل للتصميم والتوريد والتركيب (EPC) الخاص بمشروع لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بالتعاون مع "ADQ" و"أدنوك" و"ميتسوي" و"GS Energy" بطاقة تصل إلى مليون طن سنوياً ومن المتوقع بدء الإنتاج خلال 3 سنوات.
الأمونيا الخضراء في مصر
ومع إعلان الشركة عن بدء إنتاج الأمونيا الخضراء في الربع الأول من العام ضمن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر والذي تم تشغيل المرحلة الأولى منه في نوفمبر الماضي على هامش قمة المناخ "كوب27" التي عقدت في مصر، ستعلن الشركة قبل نهاية العام الجاري القرار الاستثماري النهائي للمراحل التالية من المشروع والتي تستهدف إنتاج 100 ميغاواط، حيث أوضح الحوشي أنه سيتم إنتاج الأمونيا الخضراء في المرحلة الأولى التي تم تشغيلها في الربع الأول، مشيراً إلى أن طاقة الإنتاج قد تصل إلى 90 ألف طن في حال اتخاذ القرار الاستثماري النهائي باستكمال المراحل التالية للمشروع.
سوق الأسمدة
وعن رؤيته لسوق الأسمدة عالمياً وتأثير تراجع الأسعار على الأداء المالي للشركة قال الحوشي "هناك تأجيل في شراء المنتجات النيتروجينية من المستهلكين بدءاً من ديسمبر الماضي وحتى نهاية الربع الأول وذلك نتيجة استمرار تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وهو ما ساهم في تراجع أسعار الأسمدة من ذروتها التي شهدتها الأسواق في العام الماضي".
أوضح الحوشي أنه رغم تلك المتغيرات استطاعت شركته زيادة حجم المبيعات خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 9% ولكن تراجع أسعار المنتجات ضغط على هوامش الربحية.
تراجعت الأرباح الصافية لشركة "فيرتيغلوب" المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 59.6% في الربع الأول من العام الجاري لتصل إلى 188.8 مليون دولار.
وعن توقعات الرئيس التنفيذي لشركة "فيرتيغلوب"، لتأثير عودة صادرات الصين من الأسمدة إلى الأسواق بعد انتهاء قرار وقف الصادرات في النصف الثاني من العام، قال الحوشي إن الصين مستورد صافٍ للأمونيا وبالتالي لن يؤثر ذلك على سوق الأمونيا، بل العكس هو الصحيح فقد تمثل عودة نشاط الاقتصاد الصيني زيادة في الطلب، بينما تمتلك الصين قدرات تصديرية لليوريا وهو ما قد يضيف إلى المعروض للسوق ولكنه ليس بالصورة التي تؤثر على الأسواق حيث يرى الحوشي أن الصين تدعم أسعار الغذاء وبالتالي ستحافظ على معروض داخلي كافٍ من أسمدة اليوريا.
يتوقع الحوشي زيادة سنوية في معدلات الطلب على الأسمدة خلال عامي 2023 و2024 يحفزه تراجع الأسعار ونقص مخزونات الحبوب عالمياً.
شحنات أثيوبيا
أجلت أثيوبيا استلام شحنتين من اليوريا يصل حجمهما إلى 100 ألف طن متفق عليهما بسعر 700 دولار للطن مع "فيرتيغلوب"، وقال الحوشي إن التأجيل يرجع لإجراءات حكومية هناك ومن المتوقع أن تتسلم أثيوبيا الشحنتين في الربع الجاري.
كانت "فيرتيغلوب" أعلنت الثلاثاء ضمن بيان نتائج الأعمال الفصلية أن الربع الأول من العام شهد تأجيل شحنتین تتكون كل منھما من 50 ألف طن من الیوریا للبیع في إثیوبیا بمتوسط سعر یبلغ 700 دولار للطن.
التنافسية والاحتياجات التمويلية
وعن القدرة التنافسية للشركة وسعيها للحفاظ على تنافسية أعلى قال الرئيس التنفيذي لـ "فيرتيغلوب" إن تكلفة الغاز الطبيعي المستخدم في عمليات إنتاج الأسمدة أقل تكلفة بالنسبة للشركة من المنافسين وكذلك تعمل الشركة حالياً على برنامج لخفض التكاليف بقيمة تصل إلى 50 مليون دولار سنوياً حيث عملت الشركة خلال الشهور الأخيرة على دراسات لتحديد أوجه محددة يتم من خلالها الوصول لهذا الهدف.
استبعد الحوشي أي زيادات لرأس مال الشركة ضمن خطط التوسع الحالية مشيراً إلى وجود التدفقات النقدية الكافية لتلك الاستثمارات إضافة إلى الجودة الائتمانية المرتفعة للشركة والتي تسمح بالوصول إلى التمويلات البنكية بسهولة وبتكلفة أقل.
"فيرتيغلوب"، هي كيان مشترك بين شركتي بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، و"أو.سي.آي" لإنتاج الكيماويات، المملوكة للملياردير المصري ناصف ساويرس وأدرجت في سوق أبوظبي في أكتوبر 2021.
تعليق