زيارة تاريخية للرئيس الجزائري إلى سلطنة عُمان لبحث شراكات اقتصادية جديدة
يبدأ فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، زيارة دولة إلى سلطنة عُمان تستغرق ثلاثة أيام، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع التعاون المشترك. وتأتي هذه الزيارة تجسيدًا للعلاقات الأخوية المتينة التي تربط سلطنة عُمان والجزائر، والتي تشهد استقرارًا وتوافقًا في الرؤى تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عن التعاون العميق في مجالات متعددة تشمل الطاقة، الصناعة، التعدين، الزراعة الصحراوية، والطاقة المتجددة.
وتشمل المباحثات خلال الزيارة بحث التعاون المشترك في مجالات الاستثمار، وتطوير مشاريع الطاقة، وخصوصًا الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تعزيز الصناعات الدوائية والتعدين، واستكشاف فرص استثمارية جديدة من شأنها أن تعزز النمو الاقتصادي للبلدين. ويعد مشروع إنتاج الأمونيا واليوريا بين “سوناطراك” الجزائرية ومجموعة بهوان العُمانية، باستثمار قدره 3 مليارات دولار، أحد أبرز أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويعكس التزامهما بتعزيز الشراكة في قطاعات الصناعة والطاقة.
تاريخيًا، تعود العلاقات بين سلطنة عُمان والجزائر إلى السبعينيات، حيث تم توقيع اتفاقيات متبادلة على مر العقود، أبرزها تأسيس اللجنة المشتركة بين البلدين عام 1991، والتي عقدت آخر اجتماعاتها في يونيو 2024 بالجزائر. أسفرت اللجنة عن التوافق على إنشاء صندوق استثماري مشترك، لتعزيز التعاون في قطاعات واعدة مثل الصناعات الغذائية، الأمن الغذائي، وتكنولوجيا المعلومات. كما أن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى حوالي 41 مليون ريال عُماني بنهاية 2023، ما يعكس نموًا جيدًا ومستمرًا في العلاقات التجارية.
يُذكر أن الجزائر تُعزز أيضًا حضورها في قطاع الفلاحة الصحراوية، حيث خصصت 3 ملايين هكتار للزراعة على المدى البعيد، في حين أنها تُعد من أبرز مصدري الأسمدة والفوسفات في المنطقة، مما يشكل فرصًا واعدة للشراكة مع سلطنة عُمان في هذا المجال. وفي قطاع التعليم والثقافة، قدمت الجزائر هذا العام 10 منح دراسية للطلاب العُمانيين، وتم تبادل الكتب والمطبوعات الثقافية بين البلدين، مما يعزز الروابط الثقافية.
زيارة الرئيس الجزائري إلى سلطنة عُمان تُمثل خطوة نوعية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مع تطلعات للارتقاء بالعلاقات إلى مستويات جديدة تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وفخامة الرئيس عبد المجيد تبون.
تعليق