قال الأستاذ الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، أن العلاقات المصرية العمانية متواصلة منذ حقب تاريخية قديمة، وازدهرت في عهد جلالة السلطان المغفور له بإذن الله “قابوس بن سعيد” -طيب الله ثراه- وحاليًا في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، والرئيس عبد الفتاح السيسي، مُعتبرًا أن الداعم الأساسي لتطور علاقات البلدين هي الرغبة الشعبية والمحبة القوية جدًا بين المصريين والعمانيين.
كما ثمن الدكتور “عرب” عضو مجلس إدارة المجمع العلمي المصري، تطور العلاقات العمانية المصرية ثقافيًا، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، خصوصًا في مجال الصحافة والنشر.. وفيما يلي نص الحوار:العلاقات العُمانية المصرية في المجال الثقافي تطورت منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، في مجال الصحافة والنشر. وفي مجال العمل الأكاديمي بعد افتتاح جامعة السلطان قابوس.كانت مصر تقف إلى جانب سلطنة عمان في مشروعاتها الفكرية والثقافية التي حققت عُمان بها نهضة ثقافية كبيرة في الإعلام والنشر والعمل الأكاديمي.
وأيضًا في مجال الثقافة بالمعنى الفني والاجتماعي والدراما والسينما. الخبرة المصرية تواصلت مع جهود العمانيين ورغبتهم الشديدة جدًا في التطور الثقافي. وهناك أمثلة كبيرة من خلال نماذج وتجارب كثيرة التقت فيها الخبرة المصرية بالرغبة العمانية في التطوير والحداثة.وهذه التجارب لا ينساها المصريون والعمانيون بكل محبة واقتدار، وما تزال العلاقات قائمة ومستمرة في المجال الثقافي. والآن انتقلت عُمان نقلة كبيرة جدًا في العمل الثقافي وخصوصًا في مجالات النشر والدراما والكتابة والأدب والرواية. وهذا حصاد سنوات طويلة من التعاون بين مصر وسلطنة عمان.
زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق، إلى مصر لاقت ترحيبًا وحفاوة كبيرة من المصريين قيادة وشعبًا. فالعلاقة بين البلدين متواصلة منذ حقب تاريخية قديمة وازدهرت منذ عهد جلالة السلطان “قابوس” -رحمه الله- وتواصل الازدهار في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة السلطان “هيثم”.وأعتقد أن الداعم الأساسي للعلاقات بين مصر وسلطنة عمان، في هذا هو الرغبة الشعبية والمحبة القوية جدًا بين المصريين والعمانيين. فالمصريون ذهبوا إلى سلطنة عمان منذ بداية عصر النهضة وعملوا في مجال التعليم والصحافة والنشر ومجالات كبيرة جدًا ولاقوا كل محبة وترحيب، وأشاعوا بين المصريين هذه المحبة لكل العمانيين.
وأعتقد أن مصر وعُمان علاقتهما متميزة جدًا ومتفردة.. لذلك زيارة جلالة السلطان “هيثم” لمصر كانت تتويجًا لهذه المحبة المتبادلة ولهذا التعاون والتوصل. وقد رأينا بأعيننا الإجماع الشعبي حول أن هذه الزيارة كانت موضع ترحيب من الشعبين المصري والعماني. وكان جلالة السلطان في مصر مرحبًا به في بلده وقد احتفى به المصريون ليس على المستوى الرسمي فقط وإنما على المستوى الشعبي أيضًا.الموقف المحايد لسياسات عمان الإقليمية والدولية قوي ومؤثر ونقطة مهمة جدًا وجديرة بالتقدير والاحترام. ولعلنا نتذكر موقف مسقط من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ومقولة السلطان “قابوس” للإخوة في المنطقة العربية: مصر هي التي تحارب ويستشهد أبناءها وتدفع الثمن من اقتصادها وهي الآن تريد أن تقيم علاقات سلام وتنتهي هذه الصراعات.
هذا موقف لن ينساه المصريون وهو موقف مبدئي وضعه وأسس له جلالة السلطان “قابوس”، وأعتقد أن جلالة السلطان “هيثم” يسير على هذا النهج وهذه السياسة الناجحة الإقليمية والدولية للسلطنة، والتي مرت بأزمات عدة كالحرب العراقية الإيرانية، والحرب في اليمن، والحرب الأهلية في لبنان. وبكل صدق في المواقف التي كانت تتأزم فيها العلاقات وتكاد تصل لحد التصادم بين القوى الإقليمية وإيران كانت عُمان هي “حمامة السلام”، وفضت الكثير من المشكلات.وفيما يتعلق بحرب اليمن، اتخذت موقفًا محايدًا من الطرفين المتنازعين في اليمن، ورعت التفاوض في كل الأوقات بمسقط ثم انتقلت للكويت. ولم تنسحب عمان وكانت دبلوماسيتها هي العنوان الأكبر لحلحلة الأزمة في اليمن.
مستقبل العلاقات هو أحد الأمور المهمة، وبالفعل هناك مجالات كثيرة للتعاون أكاديميًا وثقافيًا وسياسيًا. وفي المحافل الدولية نستطيع أن نلاحظ بأن مصر وعمان دائمًا مواقفهما تكاد تكون موحدة في كثير من القضايا على مستوى الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية وكل المجالات الفنية السياسية والاجتماعية. ولعل ذلك يستند إلى رصيد شعبي بين البلدين الداعم للقيادتين المصرية والعمانية. وأخيرًا دامت عُمان محبة لمصر ودام المصريون محبون لعمان ودامت العلاقات المصرية العمانية بكل ازدهار وتقدير واحترام.
تعليق